الأحد، 5 يونيو 2011

فن الرسم


فن الرسم



فن الرسم ليس تصويراً للواقع لكنه انعكاس عنه ومساحة اللوحة لاتمثل عالم الشكل وأنما أبعاده المبعثرة في الألوان والخطوط ومساحة التضليل والبياض التي تخفي بين طياتها الضوء المسلط على الشكل لإبراز معالمه وقراءة تفاصيله وملامحه الغارقة في بحر البياض ذاته.
وفن الرسم ليس مهمته نسخ الواقع ليكون مطابقاً للأصل وأنما مهمته تحفيز الناظر وسبر ثقافته لإيجاد صلات ووشائج مع اللوحة والواقع، فالرؤى تختلف باختلاف مستوى ثقافة الناظر وزاوية النظر تعكس رؤية وشكل جديد. والرسام يبتهج حين تتعدد الرؤى والقراءة لتفاصيل عمله الإبداعي ويرفض الإفصاح عن أسرار وأهداف عمله الإبداعي، لأن مهنته كرسام صناعة الألغاز للفوز بالحلول المتعددة التي يقدمها الجمهور.
يعتقد ((سولا جيس))"أن فن الرسم ليس انعكاس مباشر للواقع، لأن الواقع تعكسه ثقافة الناظر".
وإن كان فن التصوير انعكاس مباشر للواقع فإن فن الرسم انعكاس غير مباشر عنه، فمسعاه الأساس إبراز الأبعاد الخفية للواقع التي تكون غير مرئية للناظر. فقد يركز الرسام على عمق الحزن في الوجه أو أبعاد السعادة أو آثار الزمن الناخرة لمساحة الوجه أو الجمال الكامن في المساحات غير الظاهرة من الجسد. إنه مسعى لفك ألغاز وأبجدية تفاصيل الواقع غير المرئي لجعلها تفاصيل مرئية تحفز أحاسيس ومشاعر الناظر على قراءة تفاصيل الجمال الحقيقة للواقع غير المرئي.
تعبر ((تريستان كوريبير)) عن ذلك قائلةً:"ينبغي أن نرسم ما لانراه ولن نراه أبداً".